صباح الخير يا عمران
سد مروي مشروع القرن : بانوراما الحصاد 2009م
تجئ احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال المجيد هذا العام 2010م، وقد قطعت شوطاً بعيداً في مجال التنمية تأكيداً لمعنى الاستقلال وتكريساً للوحدة الوطنية. وآية ذلك أن التنمية بشقيها المادي والبشري هي الكفيلة بإنهاء ظاهرة التهميش لحساب المركز وبالتالي المساهمة في رتق النسيج الاجتماعي ودعم وحدة البلاد.
هذا ويعتبر عام 2009م هو عام الحصاد في وحدة تنفيذ السدود، حيث اكتملت العديد من المشروعات المصاحبة وبدأ سد مروي الذي يكتمل العمل فيه خلال العام 2010م في إنتاج الكهرباء مما أحدث استقراراً كبيراً في الطاقة الكهربائية بينما انطلقت الأعمال بصورة كبيرة في مشروع تعلية خزان الروصيرص، هذا بجانب اكتمال الدراسات في السدود المقترحة، وأخصها سد الشريك.
يناير 2009م:
بدأت في هذا التاريخ إرهاصات الاحتفالات بتدشين كهرباء السد وذلك ببدء الاختبارات النهائية في الوحدتين: الأولى والثانية إيذاناً بالتشغيل التجريبي ثم التشغيل النهائي بينما اكتملت الأعمال المدنية الخاصة بملء بحيرة السد حتى المستوى المطلوب للتوليد الكهربائي. وفي الخامس من فبراير 2009م احتفل بتشغيل الوحدتين الأولى والثانية بحضور نائب المدير التنفيذي للوحدة المهندس محمد الحسن الحضري وفي الحادي عشر من الشهر نفسه تم الاحتفال باقتران الوحدة الأولى لتغذية الشبكة الداخلية بمحطة التوليد بحضور الوزير أسامة عبد الله. وفي 23 فبراير تم الاحتفال باقتران الوحدتين: الأولى والثانية بالشبكة الداخلية بمحطة كهرباء سد مروي.
مارس 2009م:
وفي هذا التوقيت اتجهت أنظار السودانيين كلها شمالاً، حيث تم الاحتفال 3 مارس 2009م بتدشين كهرباء سد مروي على يد السيد رئيس الجمهورية والذي أعلن حينها عن تخفيض تعريفة الكهرباء كأول إهداء للشعب السوداني.
ابريل ـ مايو 2009م:
شهدت هذه الفترة العديد من الاحتفالات كان أبرزها افتتاح جسر البشير (شندي ـ المتمة) على يد السيد رئيس الجمهورية وذلك ضمن المشاريع المصاحبة للسد إذ نفذتها وحدة تنفيذ السدود وذلك تحقيقاً لحلم طال انتظاره. هذا وقد ساهمت الوحدة في العديد من مشاريع الطرق والجسور في شمال السودان بنيات تحتية مهمة لانطلاق التنمية.
يوليو 2009م:
تواصلت في هذا التاريخ الاحتفالات بانجاز وحدة السدود لمشروعي الفداء والمناصير الجديدة وذلك بتدشين هذين المشروعين وذلك بعد أن انطلقت الزراعة بها واكتملت إعادة توطين المتأثرين بسد مروي من مجموعة المناصير، هذا في الوقت الذي تتم فيه تدشين جسر الشهيد الزبير (دنقلا ـ السليم) في مرحلته الأولى: وفي ذات الوقت تم تدشين بداية العمل في جسر : (الدبة ـ أرتي) ليربط بين طريقي شريان الشمال وكريمة ـ ناوا. كما تم الاحتفال بدخول التوربينتين الثالثة والرابعة للشبكة القومية ليرتفع إنتاج السد إلى (500) ميغاواط.
أغسطس ـ سبتمبر 2009م:
تواصلت الانجازات، فاحتفلت وحدة تنفيذ السدود بافتتاح جسري: أم الطيور ـ العكد والشهيد الزبير دنقلا ـ السليم، وذلك على يد السيد رئيس الجمهورية، والذي قام كذلك بتفقد موقع السد ومن ثم تدشين التوربينتين: الخامسة والسادسة ليصل الإنتاج الكهربائي إلى 750 ميغاواط، هذا إلى جانب الاحتفال بتخريج الدفعة الأولى من كلية مروي التقنية.
جدير بالذكر أن من الأحداث الهامة التي شهدتها هذه الفترة تفقد النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت لأعمال تعلية سد الروصيرص ضمن زيارته لولاية جنوب النيل الأزرق.
أكتوبر 2009م:
في هذا الحين تواصلت انجازات الحصاد بدخول التوربينتين السابعة والثامنة ليبلغ إنتاج الكهرباء(1000) ميغاواط، فيما تم الإعلان عن اكتمال الأعمال المدنية الرئيسية بسد مروي، وارتفعت كذلك وتيرة معدل الأعمال في تعلية سد الروصيرص.
ومن الأحداث الهامة التي شهدتها هذه الفترة مشاركة مندوب وحدة تنفيذ السدود الأستاذ الهادي محمد علي مدير إدارة البيئة والسلامة والتأمين في مؤتمر إنقاذ آثار منطقة الشلال الرابع والذي انعقد بمدينة: فدانسك ببولندا، حيث قدم الأستاذ الهادي ورقة عن دور وحدة تنفيذ السدود في إنفاذ وحفظ الآثار والتراث بالمنطقة.
نوفمبر 2009م :
شهدت هذه الفترة الاحتفال بإنزال الجزء الدوار في التوربينة العاشرة كآخر الأجزاء الثقيلة في محطة كهرباء السد وذلك إيذاناً ببدء العد التنازلي لاكتمال وحدات السد بالمحطة. وانعقد في هذا الوقت مجلس الوزراء بكامله في الجلسة رقم 39 بمدينة الدمازين حيث وقف السيد رئيس الجمهورية والسادة الوزراء على حجم الأعمال المنجزة بسد الروصيرص.
والشاهد أن مشروع سد مروي بجانب تميزه بإنتاج طاقة مائية متعددة الأغراض بهدف توليد الطاقة الكهربائية الرخيصة ـ النظيفة ـ المستدامة، إلا أن المشروع لا يكتفي بذلك فقط وإنما يتجاوزه إلى إحداث ما يمكن أن نطلق عليه التنمية الشاملة بشقيها: المادي والبشري. فالسد إلى جانب الفوائد المباشرة التي يوجدها والمتمثلة في توليد الكهرباء عبر التوليد المائي، فهو قد ساهم في إنشاء مشروعات زراعية متكاملة أفرزت تجمعات سكانية في العديد من المناطق بولايتي الشمالية ونهر النيل. كما انه كان العامل الأساسي في نشر شبكة من الطرق البرية المسفلتة في مساحات واسعة بالمنطقة الشمالية.
والآن وقد شارف سد مروي بكلياته (السد والمشاريع المصاحبة) على الاكتمال، وبعد أن هبط بسلام على ارض الواقع رأينا أن نتطرق إلى الفوائد الجانبية التي أحدثتها بالبلاد بجانب الهدف الأساسي والمباشر لإنشاء السد نفسه.
وابتداء ففي المجال الزراعي فإن السد الذي أضاف الآن رقعة زراعية في ولايتي الشمالية ونهر النيل تقارب الـ 155 ألف فدان في مشروعات التوطين بالحامداب، أمري، المكابراب، والكحيلة، فهو الآن يستعد إلى توفير ما يصل إلى 2 مليون فدان زراعية تروي بالري الانسيابي.
ويقول الخبراء الاقتصاديون : إن المشروع والمشروعات المصاحبة قد أحدثت نقلة كبرى في المنطقة الشمالية وأنحاء البلاد المختلفة بشكل عام. وآية ذلك ما انتظم المنطقة من طرق وجسور ساعدت كثيراً في تسهيل النقل والتسويق للمنتجات داخلياً وخارجياً، هذا فضلاً عن المرافق الخدمية المختلفة: كالمطار والمستشفى وغيرها بمروي. ومن ناحية أخرى سيتم تحويل طلمبات الري على طول شواطئ النيل من العمل بالمازوت (الجازولين) للعمل بالطاقة الكهربائية الأمر الذي سيؤدي إلى انخفاض تكلفة المنتجات الزراعية بصورة سريعة لينتقل الأثر للقطاع الصناعي الذي سيجد منتجات زراعية رخيصة وطاقة رخيصة لإدارة مصانع متوسطة وصغيرة تمكن من تجهيز هذه المنتجات بالتعليب والحفظ والتغليف. ومن ثم ستجد هذه المنتجات مطاراً دولياً عالي الجاهزية بمخازنه ومبرداته، يمكن من تصديرها للخارج، وطرقاً سالكه تمكن من توزيعها لمواقع الاستهلاك العالي داخل السودان.
والحقيقة أن العائد من هذه العمليات المتتالية، سيتمثل في تغيير شامل في مستوى المعيشة والخدمات في شمال السودان أولاً وأنحاء البلاد الأخرى لاحقاً. هذا فضلاً عن امتداد شبكات الطاقة الكهربائية النفطية الرخيصة للخرطوم سيمكن من تحريك البنية الصناعية الضخمة الموجودة الآن والتي تعد الثالثة على مستوى إفريقيا بعد جنوب أفريقيا ومصر، والتي كانت معطلة بنسبة أكثر من 50% خلال السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع كلفة التشغيل الناتجة أساساً عن التكلفة العالية للطاقة المحركة. وان انخفاض تكلفة الإنتاج سيمكن الصناعات الغذائية الوطنية من منافسة مثيلاتها واكتساح سوق منظمة الكوميسا ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى. وفضلاً عن ذلك ستزدهر السياحة وقطاع العقارات. بوصول الطاقة الكهربائية الرخيصة لعدد من المدن، وسيتجه المستثمرون لإقامة الأبراج السكنية عوضاً عن المخططات السكنية التي تمتد على مساحات واسعة يصعب معها توفير الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وامن ومدارس ومراكز صحية ... الخ فالسكن في الشقق داخل الأبراج سيوفر كل هذا وبتكلفة قليلة جداً تستطيع المحليات تغطيتها.
وهكذا تستمر الآثار الايجابية لسد مروي ومشاريعه المصاحبة لكل النواحي الحياة في السودان. حقاً انه مشروع القرن المرشح لدحر الظلام وهزيمة الفقر بالبلاد. وسلام وألف سلام .. يا عمران.
استراحة
الربوع
أحمد عمر الرباطابي ...
من أم در يا ربوع سودانا نحييك وأنت كل آمالنا
نحييك في القرى والبادية وفي كل الأراضي الهادية
في الخرطوم زهورك نادية تهواك النفوس ليك راضية
في غربك عروس الرمال وفي شرقك آي الجمال
جنوبك واسع المجال يا حلات رطبك في الشمال
زهورك نادية فوق نيلا طيورو تغني في نخيلا
بواديك رايقة يا حليلا قوماك يلا نمشيلا
تفرح بيك جميع أجيالك وفي كل البقع ترضالك
طوالي الفرح في بالك يا ربوع شفنا استقبالك
أنت قديم وأنت حديث ليك إعجاب شعور وحسيس
لسع ما وصلت الميس دابك يا ربوعنا عريس
ودعناك خلاص يا ربوع نعودلك تاني بعد أسبوع
نلقاك فوق زحل مرفوع خيراتك تفيض نوع .. نوع
محتويات الموقع
الخميس، 14 يناير 2010
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
المؤلف
- د عثمان السيد
- عطبرة, نهر النيل, Sudan
- مؤرخ وأستاذ مادة التاريخ بالجامعات السودانية